ولد الشاعر احمد الصافي النجفي في مدينة
النجف في العراق. التحق صغيراً بالكتاب في النجف ثم حصل دروساً خاصة في
العلوم الادبية والدينية. درس الآداب العربية في ايران لسبع سنوات بين 1920
و.1924 عمل محرراً في مجلات ادبية ودينية بينها مجلة العرفان في صيدا،
لبنان. عاش مبعداً بين ايران والكويت وسوريا ولبنان ورجع الى بغداد حيث
توفي بعد مدة قصيرة من رجوعه ينتسب احمد الصافي النجفي الى اسرة حجازية
قدمت الى البصرة واستقرت في النجف. جده لأمه الشيخ محمد حسين الكاظمي
لبناني الاصل من بلدة الزرارية قرب صور.
نشأ النجفي في جو حافل بالعلم والادب والدين فتقرب في صغره من علماء النجف
يتعلم الاصول الدينية. مات والده وهو في العاشرة من عمره فغادر المدرسة
وراح يثقف نفسه بنفسه، فدرس المنطق والنحو والصرف والبيان. ولما توفيت
والدته وهو في السابعة عشرة اصيب بمرض عصبي شديد فامتنع عن الدراسة واكتفى
بالمطالعة واقبل على المجلات والصحف عله يأخذ منها معرفة افتقدها.
اشترك في ثورة 1919 ضد البريطانيين فصدرت الاوامر باعتقاله مما اضطره
للفرار الى طهران بعد ان امضى اثني عشر يوماً ماشياً على قدميه. التحق
بايران بعدد من المدارس يدرس اللغة الفارسية ويحسن من لغته العربية. مكث في
ايران سبع سنوات ترجم خلالها «رباعيات الخيام» ترجمة دقيقة، ونقل الى
الفارسية كتاب «علم النفس» لعلي الجارم واحمد امين ليدرس في دار المعلمين.
عاد الى العراق سنة 1924 بعد ان استقل البلد. لكن حر العراق الشديد اثر على
صحته فنصحه الاطباء بمغادرة البلاد الى سوريا ولبنان. فجاء دمشق سنة 1930
حيث سكن في غرفة خالية مهجورة ملحقة بشارع قرب سوق الحميدية. وكان يأتي الى
بيروت بين حين وآخر ليقيم في غرفة متواضعة قرب مستشفى اوتيل ديو.
نشبت اثناء اقامته في بيروت ثورة في العراق تزعمها رشيد عالي الكيلاني فراح
النجفي يقود التظاهرات الطلابية في لبنان ويلهب مشاعر الناس بقصائده
الحماسية فاعتقلته السلطات الفرنسية بتهمة الترويج للأفكار النازية وظل رهن
الاعتقال ثلاثة واربعين يوماً خرج في نهايتها حاملاً ديوانه «الجديد» حصاد
السجن.
اصيب خلال الحرب الاهلية في لبنان برصاصات قيل انها طائشة، ونقل الى مستشفى
المقاصد في حالة من الاغماء. وبعد تماثله الى الشفاء رجع الى العراق منهياً
نفياً دام ستة واربعين عاماً. وكان قد اصبح شيخاً متهدماً فاقد البصر.
مات في بغداد ودفن في النجف.
من مؤلفاته الشعرية: الامواج ، اشعة ملونة ، الاغوار ، الحان اللهيب ، شرر
، اللفحات . له ترجمات ومقالات منها: رباعيات عمر الخيام ، حصاد السجون
|