لبتاني
من أهم علماء العرب الذين طوروا علم الفلك ونقلوه
من علم ممزوج بالخرافة والأوهام
إلى علم يستخدم المنهج العلمي في سبيل تحقيق غرضه.
فعلى صعيد الإنجازات الفلكية فقد أصلح قيمة
الاعتدالين الصيفي والشتوي،
وكذلك حدَّد قيمة ميلان فلك البروج على فلك معدل
النهار، (أي: ميل محور دوران الأرض
حول نفسها على مستوى سباحتها حول الشمس)، ووجد أنه
يساوي 23 درجة و35 دقيقة، وتبين
حديثاً أنه أصاب في رصده إلى حدِّ دقيقة واحدة،
وكذلك حدَّد طول السنة الشمسية رغم
بدائية الآلات التي استخدمها فكانت نتائجه 365 يوما
و5 ساعات و46 دقيقة و24 ثانية،
وأخطأ بالنسبة للحسابات الحديثة بدقيقتين و22 ثانية
فقط.
رصد ألبتاني مواقع
كثير من النجوم وصحَّح بعض حركات القمر والكواكب
السيارة، وخالف بطليموس بثبات
الأوج الشمسي، وأقام الدليل على تبعيته لحركة
المبادرة الاعتدالية، واستنتج من ذلك
أنَّ معادلة الزمن تتغيَّر ببطء شديد على مر
الأجيال، وأثبت على عكس ما ذهب إليه
بطليموس بتغيّر القطر الزاوي الظاهري للشمس واحتمال
حدوث الكسوف الحلقي، وعن أحوال
خسوف القمر، ويعترف " نللينو" "بأن ألبتاني استنبط
نظرية جديدة تشف عن كثير من
الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها
القمر عند ولادته.."، ونجد أن
العالم كوبرنيكوس
يستشهد كثيراً بأعمال ألبتاني في كتابه الشهير سنة 1530 وكذلك
بأعمال العالم العربي الزرقالي.
اعتمد
دنثورن سنة 1794 بتحديد تسارع القمر في
حركته خلال قرن من الزمن، على نتائج أرصاد ألبتاني
في الكسوف والخسوف ( التي أجراها
في
الرقة
وأنطاكية)
بدقيقتين و22 ثانية فقط.
|