تتضح منهجية ألبتاني من خلال أقواله وما ذكره في
مؤلفاته عن طريقة عمله وتفكيره، فيقول: "طالما أطلت النظر في هذا
العلم وأدمنت
الفكر فيه، ووقفت على اختلاف الكتب الموضوعة لحركات النجوم، وما
تهيأ لبعض واضعيها
من خلل وما اجتمع في حركات النجوم على طول الزمان". إنَّ علم
الفلك من العلوم
الأساسية المفيدة، إذ يمكن بواسطته أن يعرف الإنسان أشياءً مهمة
يحتاج إلى معرفتها
واستغلالها بما يعود عليه بالنفع والفائدة.
إنَّ أهم مقومات
التقدم في علم
الفلك هو التبحُّر في نظرياته ونقدها، وجمع الأرصاد الوفيرة،
والعمل على إتقان تلك
الأرصاد. ذلك لأن الحركات السماوية لا تحاط بها معرفة
مستقصاة حقيقية إلا
بتمادي العصور والتدقيق في الرصد. وإنَّ الذي يكون فيها من
تقصير الإنسان في
طبيعته عن بلوغ حقائق الأشياء في الأفعال كما يبلغها في القوة،
يكون يسيراً غير
محسوس عند الاجتهاد والتحرز، لا سيما في المدد الطوال، وقد يعين
الطبع وتسعد الهمة
وصدق النظر وإعمال الفكر والصبر على الأشياء وإن عسر إدراكها، وقد
يعوق من ذلك قلة
الصبر ومحبة الفخر والحظوة عند ملوك الناس بإدراك ما لا يمكن
إدراكه عن الحقيقة في
سرعة، أو إدراك ما ليس من طبيعته أن يدركه الناس.." وكثيراً ما
استشهد ألبتاني
بآيات من القرآن الكريم.
|