دراسته تكملة1: عمل البيروني في مطلع عهده مع عالم من علماء النبات (يونانياً غير معروف الاسم) يجمع له الكثير منها ويرتبها، فأكسبه أنواع العلوم المختلفة، وخاصة فيما يتعلق بالعلوم الرياضية والفلكية والجغرافية. وكانت له رغبة شديدة في التاريخ أيضاً. ومع أن البيروني لم يكتب، فيما نعلم، في شؤون الفلسفة شيئاً مستقلاً، فإن الذي يقرأ ما كتبه عن أديان الهند وفلسفاتها يدرك تماماً أن الرجل كان يعرف ما كان قد وصل إلى العالم العربي الإسلامي، وأكثر قليلاً، بسبب معرفته لليونانية والسريانية. ولعله من أوائل العلماء المسلمين الذين فهموا الأديان الأخرى. في السابعة عشرة من عمره توصل البيروني إلى استخدام دائرة مرقمة بأنصاف الدرجات، ومراقبة علو قرص لشمس بالنسبة لخط العرض المار في بلدته كات، وإلى تحديد جغرافيتها بدقة.
|