الفهرست

 

الفهرست هو أول كتاب ألف في التعريف بمختلف الفنون وما صنِّف فيها. ألفه ابن النديم.

عنوان الكتاب

على الرغم من اشتهار كتاب النديم "الفهرست" الذي عني بالتراجم إلا أن بعض العلماء أطلقوا عليه أسماء عديدة تدور في فلك واحد، فمنهم من أسماه "فهرست الكتب " (1)، وأطلق عليه ابن حجر العسقلاني " فهرست العلماء "(2)، وذكره صاحب كشف الظنون باسم " فهرس العلوم "(3)، وعلى الرغم من كل هذا فقد اتفق العلماء سلفا وخلفا على أن الكتاب الذي عني بالتراجم وغيرها والذي اهتم به الكثير وهو المسمى بالفهرست يعد من أهم المصادر التي كتبت في تراثنا العربي العتيد كان للنديم.

فكرته:

هو أول كتاب ألف في التعريف بمختلف الفنون وما صنِّف فيها وقد قسم فيه علوم الإنسانية إلى عشرة فروع، استوعبت بأبوابها حصيلة الثقافة العربية في عصره (4).

محتواه

أحصى ابن النديم 8360 كتاباً ل2238 مؤلفاً، منهم 22 امرأة و65 مترجماً. وفيه ترد أسماء 12 كتاباً في صناعة السلاح وتنظيم الجيوش، و9 كتب في تركيب العطور، و11 كتاباً في الطبخ، و11 كتاباً في الصيدلة، و6 في الصيد، و9 في البيطرة، وثلاث صفحات في الكتب المؤلفة في العشق والعشاق. ذكر ابن النديم قرابة 45 رياضياً أعجمياً ونحو 120 عالماً عربياً.

وفي كتاب الفهرست عشر مقالات، حسب تنوع الثقافة التي قرأها ابن النديم أو التي سمع عنها، وجميعها يقدم صورة واضحة لحصيلة علمية ضخمة وجدت لدى العرب، في منتصف القرن الرابع الهجري.

 

هذه المقالات هي(5):

ü     اللغات والكتب المقدسة وعلوم القرآن.

ü     اللغة والنحو.

ü     الأخبار والأنساب.

ü     الشعر.

ü     علم الكلام.

ü     الحديث والفقه.

ü     الفلسفات.

ü     الأسماء والخرافات.

ü     الاعتقادات.

ü     الكيمياء أو الصنعة.

وقسم المؤلف كل مقال هنا إلى عدة فنون، روي في كل فن منها أسماء الكتب وأخبار المؤلفين على اختلاف طبقاتهم. فقد ذكر الرواة والفقهاء والمتكلمين والأطباء وغير هؤلاء، كل حسب تخصصه. وربما ذكر المؤلف المتعدد المواهب أو الكتاب المتعدد الفنون في أكثر من فن أو موضع.

أهميته:

اكتسب كتاب الفهرست للنديم أهمية كبيرة كونه استطاع فيه تصنيف المعرفة الإنسانية، وعد أول عمل ببليوغرافي في اللغة العربية وأول خطوة من خطوات الضبط الببليوغرافي العربي ، وبذلك يعد مرآة حقيقية على ازدهار الحضارة العربية الزاهرة في عصره، فمنهج النديم في عمل هذا الكتاب الببليوغرافي يتلخص في أنه: قسم كتابه إلى عشرة أقسام، كل منها إلى مقالة ثم قسم كل مقالة إلى فنون بلغت اثنين وثلاثين فناً، استطاعت استيعاب مختلف العلوم والفنون السائدة في عصره، فقد جمع فيه أسماء الكتب التي كانت معروفة في أواخر القرن الرابع الهجري ورتبها وفق موضوعاتها ثم ثبت أسماء مؤلفيها، وبذلك يكون النديم أول من وضع أس اساً لتصنيف الكتب، وأول من وضع فهرساً موحداً للعلوم المختلفة.

المصادر:

(1) معجم الأدباء 18/17

(2) لسان الميزان لابن حجر 2/345

(3) كشف الظنون لحاجي خليفة 2/1303

(4) الندیم وكتاب الفھرست، للدكتور عبد الستار الحلوجي - مجلة كلیة

(5)عبد اللطيف محمد العبد، "نوادر المعارف عند ابن النديم"